حسن الورفلي (القاهرة - بنغازي)
تحقق قوات الجيش الليبي تقدماً في غالبية محاور القتال في العاصمة طرابلس بعد احتدام الاشتباكات بين القوات المسلحة الليبية من ناحية والميليشيات المسلحة والجماعات المتطرفة الداعمة لحكومة الوفاق الوطني. وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» إن الأوضاع في محاور القتال بطرابلس ستشهد عدة مفاجآت خلال الساعات القليلة المقبلة، مضيفاً «موقف قواتنا جيد جداً في محاور طرابلس والساعات القادمة حبلى بالمفاجآت».
وأكد المسماري أن وحدات الدفاع الجوي في مدينة الجفرة تمكنت من إسقاط طائرة مسيرة تابعة للوفاق بعد رصدها وتتبعها حتى دخولها قطاع المسؤولية القتالية شمال قاعدة الجفرة الجوية، حيث تم التعامل معها وتدميرها، فيما أشارت غرفة عمليات الكرامة في المنطقة الغربية إلى أن الطائرة المسيرة التي تم استهدافها في مدينة الجفرة تركية. وأسقط الجيش الليبي 8 طائرات تركية مسيرة منذ بدء معركة طرابلس في 4 أبريل الماضي.
وكان الجيش الوطني الليبي قد أعلن أمس الأول أن قواته تتقدم بجميع محاور القتال بالعاصمة طرابلس، رغم محاولات الطيران التركي الداعم لقوات حكومة الوفاق عرقله تقدمه نحو أهدافه.
وأشار اللواء أحمد المسماري إلى أن كلمة القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر موجهة بشكل دقيق لأبنائه بالقوات المسلحة، وخاصة المكلفين بتحرير المنطقة الغربية من الإرهابيين وعصابات الجريمة بكافة أشكالها، والتي تسيطر على العاصمة طرابلس.
وأشار إلى أن القائد العام للجيش الليبي جدد ثقته الكبيرة في جنود القوات المسلحة المرابطين في طرابلس، مضيفا «المشير بدأ كلمته بتحية الجنود وثم ضباط الصف، ومن ثم الضباط»، بالإضافة لتوضيح المشير حفتر إلى الأهمية القصوى للعملية التي ينفذها أبناء الجيش الليبي في طرابلس وحفزهم على بذل كل الجهود ووضع خبراتهم وإمكاناتهم لتنفيذها بشكل دقيق، سواء على المستوى التعبوي أو الاستراتيجي.
وأوضح المسماري أن القائد العام للجيش الليبي أكد على وقوف الشعب الليبي مع قواته المسلحة ودعمها في حربها ضد الإرهاب والميليشيات المسلحة، ويقطع بذلك الطريق على الدعوات التي تطلق من هنا وهناك والاجتماعات المتكررة، وخاصة التي تعقدها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بدعوى وقف إطلاق النار، وغيرها من الأمور التي يحاول الإخوان من خلالها كسب مزيد من الوقت باسم حقوق الإنسان ومدينة الدولة التي انتهكوها ودمروا كل القواعد المتعارف عليها بسياسة الإقصاء والانفراد بالقرار التي بدأتها جماعة الإخوان الليبية بالاغتيالات والتهجير.
إلى ذلك، أعربت لجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بمجلس النواب الليبي عن شكرها وتقديرها للمعارضة التركية بسبب موقفها تجاه تصرفات حكومة أنقرة في إشارة إلى تدخل الرئيس التركي وحكومته في الشأن الليبي، داعية لاتخاذ موقف حاسم ضد سياسات الحكومة التركية التي ألحقت ضرراً بالغاً بالمصالح التركية في ليبيا، وتركت عواقب وخيمة على العلاقات بين البلدين والشعبين.
وحمّلت اللجنة البرلمانية الليبية الرئيس التركي مسؤولية إشعال الحرب في ليبيا والتسبب في إراقة الدماء بإرسال الأسلحة الحديثة والمتطورة في خرق واضح لقرارات مجلس الأمن بحظر الأسلحة على ليبيا، داعية النظام التركي إلى التوقف عن التدخل بالشأن الداخلي للدول الأخرى والاهتمام بشؤون بلادها.
خلص البيان إلى مطالبة المجتمع الدولي وجامعة الدول العربية والبعثة الأممية في ليبيا بضرورة التحرك لإدانة الدعم التركي المفضوح الذي شهدت به المعارضة التركية على أفعال حكومتها.
في الوقت نفسه، أكدت مفوضية شؤون اللاجئين غرق أكثر من 100 مهاجر قبالة سواحل مدينة الخمس شرق العاصمة طرابلس، مؤكدة أنه تم إنقاذ 140 آخرين يتلقون مساعدة طبية وإنسانية من قبل شريك المفوضية IMC.